كيف نساعد من نحبه حين يرفض العلاج النفسي
كيف نساعد من نحبه حين يرفض العلاج النفسي

كيف نساعد شخصًا نحبه حين يرفــــــــض العلاج النفسي؟

من أصعب المواقف التي قد نمر بها أن نرى من نحبهم يعانون، لذا نحاول بذل أقصى ما في وسعنا لمساعدتهم. إذا كانوا يعانون من مرضٍ عضوي؛ يسهُل إقناعهم بالذهاب لتلقي العلاج لدى الطبيب المختص، لكن عندما يتعلق الأمر بمعاناتهم النفسية فالوضع يختلف؛ إذ يرفض كثيرون المساعدة النفسية أو الذهاب لتلقي العلاج النفسي وتتعدد أسباب رفضهم، لكننا -رغم ذلك- لا نريد أن نقف مكتوفي الأيدي. إذن كيف نعرف أن أحد المقربين منّا يعاني نفسيًّا؟ وكيف نقنعه بضرورة تلقي المساعدة النفسية اللازمة؟ وكيف نتصرف إذا رفض مساعدتنا؟

إن بعض أسباب تأجيل خطوة العلاج النفسي؛ مثل: «التكلفة المرتفعة للعلاج، والوصمة الاجتماعية، وعدم إدراك أن لدينا مشكلة نفسية، والاعتقاد بقدرتنا على التعامل مع مشكلاتنا النفسية بمفردنا». لكن عندما يتعلق الأمر بأحبائنا يجب أن نعرف المزيد؛ حيث إن محاولة فهم دوافع رفضهم للمساعدة النفسية، ستساعدنا في تحديد بعض الوسائل التي تشجعهم على طلب المساعدة. كما يجب علينا ألا نحاول الحصول على إجابةٍ مباشرة منهم؛ لأن طرح سؤال «لماذا ترفض العلاج؟»، قد يخلق المزيد من المقاومة.

ما العلامات التي تدل على الحاجة إلى العلاج النفسي؟
علامات تدل على حاجتنا إلى العلاج النفسي
علامات تدل على حاجتنا إلى العلاج النفسي

قد تظهر المشكلات النفسية في أي مرحلةٍ عمرية -خاصةً في المراحل المبكرة مثل الطفولة والمراهقة– حيث يبدأ ظهور 50% من الحالات النفسية عند بلوغ سن 14 عامًا، و75% منها تبدأ في عمر 24 عامًا. كما تختلف من حيث تأثيرها ودرجة شدتها.

لا تظهر معظم المشكلات النفسية بشكلٍ مفاجئ أو عشوائي؛ لذلك عادةً ما يكون الشخص المقرب أو أحد أفراد الأسرة هو الأقدر على ملاحظة علامات التحذير التي تشير إلى وجود هذه المشكلات. ومن المفيد اكتشاف هذه العلامات مبكرًا؛ لأنه كلما طالت فترة المعاناة النفسية دون تشخيص، زادت احتمالية أن تصبح الحالة أكثر خطورة.

ولكل مشكلةٍ نفسية أعراضها الخاصة، لذا سيكون علينا الانتباه إذا لاحظنا على أحد أحبائنا أعراضًا مثل: الإفراط في مشاعر القلق أو الخوف أو الحزن أو الإحباط، أو مشكلات في التركيز والتعلم، أو التقلبات المزاجية الشديدة. كذلك ينبغي علينا التدخل لمساعدتهم إذا وجدناهم يتجنبون الانخراط مع الأصدقاء وفي المناسبات الاجتماعية، أو طرأت عليهم تغيرات في عادات النوم أو الأكل. كما يمكن أن تظهر الأعراض في صورة مشكلات صحية؛ مثل: ألم بالمعدة أو الظهر أو صداع أو أي مشكلات أخرى لا نجد لها سببًا.

لا يمكن لواحدٍ أو اثنين فقط من هذه الأعراض أن يكون دليلًا كافيًا على مرض نفسي، ولكن قد يشير إلى الحاجة إلى مزيدٍ من التقييم. إذا كان الشخص يعاني من عدة أعراض في وقتٍ واحد، وتؤثر الأعراض بشكلٍ كبيرٍ في الدراسة أو العمل أو العلاقة بالآخرين، فيجب أن يراه طبيب أو معالج نفسي. لكن تكمن المشكلة إذا رفض الشخص فكرة العلاج أو الاستشارة النفسية.